September 11, 2018
عادات وفتاوى جاهلة
درجت العادة في الأونة الأخيرة، أن يتحفنا البعض بعادات وتقاليد وفتاوى لبعض الجهات التي لا تهمّنا .. لا ضمناً ولا مضموناً…
هناك الكثير من الأمور الحلوة التي يُمكن أن نتعرّف عليها ونلتقي حولها، وهي فعلاً جميلة، منوعة ولها (طعمة).
عندما أفتح صفحة الأصدقاء (فيس بوك)، يهمّني أن أعلم أنهم بخير. كما يهمّني أن أشاطرهم الضحك على بعض الأمور المسلية، أو ربما رحلة قاموا بها، بعض الحكم والعبر والقصص الجميلة، أو حتى الصلاة لأجل هذا أو ذاك من أخوة لنا يحترقون، يموتون، أو يتعرضون لحوادث مؤلمة الخ. أيضاً يهمني أن أعرف ما يحدث في القرن الواحد والعشرين … نعم ( القرن الواحد والعشرون) هل سمع به أحدٌ ما؟! فبالرغم مما وصل إليه العالم، لا يزال هناك من يفتح فمه مندهشاً أمام أشياء أقل من عادية، لا تحتوي على أي شيء سوى التفاهات، الجنس، التخلف، العرافة والسحر، فتاوى شيطانية… نعم.. هناك اكتشافات مهمة، هناك أخبار تعني الكثير من المجتمعات الراقية التي تستحق وجودها في زمن لم يعد فيه أي شيء مُستحيل. وبدل أن نشكر الله على ما نحن فيه في زمن (النعمة هذا)، يُمطروننا بقصص البهائم التي يحق لها شرعاً أن تداعب أعضائها بأي شيء، وكيف لأنثى أن تُرضع سائق التاكسي، ومتى يحلّ الدخول عليها وركوبها، ومت (يجحّشها) ذكرٌ بعد طلاقها، وكيف يُضاجع الرجل الأولاد والحيوانات، وما هي فضائح هذه الفنانة أو تلك، وغير ذلك من أمور شيطانيّة مكانها جَهَنَّم هي ومن يتكلم عنها…
حُباً بالله … أرحمونا.. أرحموناااااااا من ( تخلّفكم ) المُستفحل في زمن العلم والعلوم!. كلنا درسنا في نفس الكتب ونعلم تماماً كيف كان هذا وكيف تمّ كل شيء ومع من كانت البداية وبأي طريقة ولأي سبب… شخصياً لا أرغب بمعرفة المزيد عن جهلة لا يستحقون حتى التواجد بين البشر والتاريخ يخجل بهم. ( معليش ).. أراني في كل مرّة أنوّه بأمور لا يجدر أن تكون موجودة أصلاً. فإذا بها تشغل الجميع، تقريباً، كي لا أظلم البعض. صدقوني نحن نعرفها حق المعرفة .. لكن لا نريدها في حياتنا يا جماعة الخير.. نأنف منها.. تُقرفُنا.. تُمرضُنا !!! وإن كان الأمر يهم أياً كان فليُشاهد تلك القنوات أو المواقع المتخلّفة لوحده دون أن يُشركنا بها (عملوا معروف)!. لا يهمني أبداً في كل مرّة أفتح فيها الفيس بوك، فيطالعني العشرات من المواضيع المقزّزة التي لا تُشبه البشر ولا الحضارة بشيء!!!
من جهة ثانية، وهنا أخاطب الأذكياء وكل من يهمّه أمر الحوار المسيحي مع أي كان. أنا أطمئنك عزيزي أنك حتى ولو وجدت من يُحادثَك ويُماشيك بعض الطريق، هو لا يُحِبُّكَ، ولن يُحِبُّكَ حتى ولو عُدت إلى بطن أمّك مرة جديدة.. فطبَّ نفساً وقُرَّ عيناً. لا بل كُن على ثقة أنه يكرهك. إبتعد عنه أفضل لك ولكل العالم واتقِ شرّه. في كل الأحوال، هو يتحضّر بالعدد والعتاد لمحو ذكرك من هذا العالم… لا تُحاول ولا تُتعب قلبك فهم مفطورون على الكره والإرهاب.. من كان يحبّك، لن تحتاج لأن تُحاوره أبداً، سيأتيك لوحده وبكل محبّة، يتقرّب منك حبًّاً بالتعايش السليم بين المُجتمعات الراقية، وفيما عدا ذلك ( إنسَ )… لقد طال أذاهم أرجاء المعمورة ألا يكفيك هذا الدليل القاطع لوحده؟!
لنكن أكثر جمالاً. الله جميل ويحب الجمال. ومن لحق برُكبنا يا ألف أهلاً وسهلاً به ومرحباً، وغير ذلك ( كمين مرّة سامحونا ) نحن لا نريد. أحب من لا يحبّني ؟ بصراحة أنا لا أكره أحداً وأفضل أن أذكرهم بصلاتي ( من بعيد ) وأترك لله أن يفعل ما يراه مناسباً للجميع. أمّا بالنسبة للأشياء الأخرى فأنا أراها عقيمة عقم الصخور ويجدُر بي أن أنفض غُبار نعليَّ منها لأنها لا تُريدني. ومن لا يُريدني لا يهمني أبداً أن أعرف عنه شيئاً ولا أن أرى شكله حتى.
سامحوني.. لشدّة ما نرى ونسمع، وَجُبَ التنويه…
نـبـيـل طــنّـوس
0 Comments
Leave A Comment